عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري وتباحثت في الشؤون المستجدة على الصعيدين المحلي والإقليمي، وصدر عنها البيان التالي:
يستمر العدو الصهيوني هذه الأيام في خوض معركة الإبادة الجماعية تحت عناوين توراتية أسماها «عربات جدعون»، والتي يستهدف من خلالها – كما في قرار إطلاق العملية – أن يحقق حسماً عسكرياً في قطاع غزة عبر عملية مكونة من ثلاث مراحل لإرغامها على القبول باتفاق تبادل الأسرى، وقد أُسميت المعركة بهذه التسمية إشارة لبطل قومي يهودي اسمه جدعون استطاع التغلب على جيش مدين. لذلك يجب على العرب أن يفهموا أن الصهاينة يستخدمون هذه التسميات للتأكيد على طبيعة حربهم عليهم، وعلى إنها حرب دينية تستهدف القضاء على الأديان كافة لبقاء سلطة الصهاينة على هذه المنطقة من العالم.
وفي لبنان يستمر العدو الصهيوني في اعتداءاته المتمادية، والتي يرتفع بسببها شهيد على الأقل يومياً. وما فعله اليوم العدو الصهيوني من خلال غارة مسَّيرة على دراجة نارية في بلدة المنصوري. والذي أدى لارتقاء شهيد وإصابة ثمانية آخرين ثلاثة منهم إصابتهم حرجة وبينهم طفلان. والكل يسأل اليوم ما هو موقف الحكومة اللبنانية من هذه الاعتداءات؟ وما هي الخطوات التي اتخذتها لإيقافها؟ وما هي الجدوى من لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، التي لم تقم ولو لمرة واحدة بالتدخل لصالح وقف الاعتداءات الصهيونية على لبنان.
وتستمر في لبنان العملية الانتخابية في مرحلتها النهائية في جنوب لبنان والتي تكتسب حساسية خاصة خوفاً من قيام العدو الصهيوني بتعطيلها من خلال قصف مراكز تجمعات الناس لممارسة حقهم الدستوري في الانتخابات، ما يفرض على الحكومة اللبنانية القيام باتصالات دولية لتسهيل هذه العملية ومرورها بسلام.
إن تجمع العلماء المسلمين، وبعد دراسة وافية للأوضاع المستجدة في لبنان والمنطقة، وانطلاقاً مما تقدم يعلن ما يلي.
أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على الإغارة على دراجة نارية في بلدة المنصوري، ما أدى إلى استشهاد مواطن وجرح ثمانية آخرين بينهم طفلان، وجراح ثلاثة منهم حرجة. وكان العدو الصهيوني قد أغار بالأمس على بلدة حولا ما أدى الى استشهاد مواطن لبناني. هذه الانتهاكات الجوية وصلت إلى 1557 انتهاكاً، والشهداء إلى 160 والجرحى إلى 381 ولا تحرك من قبل الدولة اللبنانية يتناسب مع هذه الانتهاكات.
ثانياً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لأهل البقاع الأشم على اختيارهم للوائح التنمية والوفاء ونجاحها بالكامل في كل البلدات والقرى، ما يؤكد على أن شعب المقاومة لن يتخلى عنها وسيظل يقف إلى جانبها ويؤيدها. ويدعو تجمع العلماء المسلمين أهالي الجنوب إلى المشاركة الواسعة في انتخابات الجنوب الأخيرة، واختيار الأصلح والتأكيد على دعم المقاومة من خلال انتخاب لوائح التنمية والوفاء.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على استئناف المعارك على غزة في عملية واسعة تستهدف تهجير أهالي غزة إلى خارجها وتحرير الرهائن، إلا أن المقاومة ما زالت تواجه هذه العمليات الإجرامية التي يذهب ضحيتها مئات الشهداء والجرحى من خلال عمليات كان آخرها ما أعلنت عنه سرايا القدس عن تفجير حقل من العبوات البرميلية المزروعة مسبقاً في رتل عسكري صهيوني.
رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لليمن قيادةً وشعباً، على تصعيد عملياتها ضد العدو الصهيوني، رداً على التصعيد الوحشي الصهيوني على غزة، وإعلانها عن فرض الحظر على ميناء حيفا ليتكامل مع الحظر البحري على السفن المتوجهة إلى الكيان الصهيوني، والقصف شبه اليومي لمطار بن غوريون في إطار الحصار الجوي، ومتحملة من أجل ذلك القصف اليومي الذي تقوم به الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والكيان الصهيوني على مدن يمنية مصممة على عدم التراجع.
بيان الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين بعد عقد اجتماعها الدوري