بيان تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة

تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
لقد وصلت الأمور في غزة إلى مرحلةٍ بات معها جيش العدو الصهيوني لا يستطيع انجاز الأهداف التي رسمت له، وبات الغطاء الدولي الذي أعطى للكيان الصهيوني في بداية معركة الطوفان الأقصى يتضاءل شيئاً فشيئاً، فحتى الولايات المتحدة الامريكية لم تعد تستطيع الاستمرار في توفير الدعم للكيان الصهيوني، بل باتت تضغط من اجل إيقاف هذه الحرب، باعتبار أنها ترى ان المصلحة الصهيونية في إنهائها، وأن بنيامين نتنياهو يغامر بمستقبل الدولة والكيان باستمراره بهذه الحرب لأنه لا أفق لها، خصوصاً وأن المقاومة الفلسطينية في غزة لم تزل تقاوم، وتوجه الضربات العنيفة لجنود الكيان الصهيوني، كان آخرها العملية البطولية في شرق غزة، والتي قُتل فيها أربعة جنود صهاينة وجرح آخرون إصاباتهم حرجة، واستمرت صواريخ اليمن تنهال على الكيان الصهيوني مهددة الملاحة الجوية والبحرية، وتضطر ملايين المستوطنين للجوء إلى الملاجئ في وضعٍ أصابهم بالإحباط، وقد عبر عن ذلك رئيس حزب الديموقراطيين الصهيوني “يائير غولان”، بقوله :«ان ملايين الإسرائيليين يركضون نحو الملاجئ بسبب صاروخ أطلق من اليمن، ونحن عالقون منذ عشرين شهراً في مستنقع غزة، ولا أحد يحسب لنا حسابنا»، وهذا دليل على العزلة التي يعيشها الكيان الصهيوني، خاصة بعد هروب الولايات المتحدة الامريكية من ساحة المواجهة مع اليمن، بعد الاصابات المُحَقَقَة لصواريخها بالبوارج وحاملات الطائرات الأمريكية، إن هذا الواقع الذي وصلت اليه الأوضاع في غزة اضطرت الولايات المتحدة الامريكية لإعادة النظر بسياساتها في المنطقة التي ستتجه باتجاه الخروج من الوجود المباشر على أراضيها، كما حصل في سوريا واجتراح الحلول السياسية، وبرز ذلك من خلال تغيير الطاقم الدبلوماسي للموفدين الى منطقة الشرق الأوسط، ولذلك لن تعود مورغان أورتاغوس الى لبنان، ويضاف الى ذلك بدء الحديث عن تقدم في المفاوضات النووية مع إيران من خلال الإعلان عن موافقة الولايات المتحدة الامريكية على التخصيب ضمن الحدود الدنيا على الأراضي الإيرانية.
أمام هذا الواقع فإن تجمع العلماء المسلمين يعلن المواقف التالية:
أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على اجتياز خط الطفافات في مقابل رأس الناقورة، واختطاف الصياد «علي فنيش من بلدة معروب» من مركبه، في انتهاك واضح للسيادة اللبنانية، يفرض على الدولة القيام بواجباتها في إدانة الاعتداء الصهيوني امام الامم المتحدة واسترجاع الصياد علي فنيش المختطف.
ثانياً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للجمهورية الإسلامية الإيرانية على موقفها الداعم للبنان، والذي أعلنه وزير خارجيتها عباس عراقجي في لقائه مع فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة وجاهزة لتقديم الدعم لإعادة الاعمار، وتأكيده على فتح صفحة جديدة من العلاقة مع لبنان انطلاقاً من الظروف المستجدة.
ثالثاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للمقاومة الفلسطينية التي أربكت حسابات العدو الصهيوني من خلال استمرارها بالعمليات العسكرية، وخاصة العملية العسكرية الأخيرة التي أصابت موكباً قيادياً صهيونياً، ما أدى الى مقتل اربعة جنود واصابة آخرين جراح بعضهم خطرة، ويستنكر التجمع اقتحام المستعمرين الصهاينة لباحات المسجد الأقصى وتأدية طقوس تلمودية، والذي سيؤدي تكرارها الى مواجهات مع المرابطين في المسجد.
رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للمقاومة في سوريا «كتائب الشهيد محمد الضيف» التي اعلنت عن عمليتها البطولية بإطلاق صواريخ من درعا باتجاه الجولان المحتل، وهو ما يؤكد ان الشعب السوري لن يقبل بمحاولات التطبيع التي تسعى لها السلطة الحالية غير المنتخبة من الشعب، المتحكمة بالقرار السياسي بالقوة العسكرية والقمع وتغذية الصراعات الطائفية والمذهبية.

بيان تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *