عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري وتدارست الأوضاع في الساحتين المحلية والإقليمية، وصدر عنها البيان التالي:
يتوافد المسؤولون الأمريكيون إلى المنطقة تحت عنوان البحث عن حلول، تبين أنها تختص بتأمين أفضل الأجواء السياسية والأمنية والعسكرية للكيان الصهيوني، ولا يعيرون بالاً لحقوق أهالي المنطقة سواء الشعب المظلوم في غزة، أم في لبنان، أم في سوريا، ويأتون الينا بتهديدات واضحة وصريحة، إما ان نقبل بالذهاب إلى التفاوض مع العدو الصهيوني، أو أنهم سيطلقوا للوحش الصهيوني العنان لارتكاب مجازر جديدة في لبنان. وكما ورد عن لسان توم باراك، بأنه نقل إلى لبنان التحذير الأخير فإما أن ينزع لبنان سلاح المقاومة أو يتركه لمصيره ولتفعل إسرائيل ما تراه مناسباً. إن هذه التهديدات لن تجدي نفعاً، ونحن على ثقة أن المقاومة الاسلامية تستطيع التعامل مع الظروف مهما كانت قاسية، وهي تمتلك الإمكانيات التي تمكنها من الدفاع عن لبنان وشعبه. ولن يرضى أي لبناني حر أن يذهب لبنان إلى مفاوضات ذليلة بوجود راعٍ أمريكي لا يرعى سوى مصالح العدو الصهيوني، فهو بمثابة استسلام، وإذا لا سمح الله ذهب لبنان إلى مفاوضات مباشرة فإن الحكومة تكون بذلك قد افتعلت حرباً أهلية، لأن غالبية اللبنانيين يرفضون أي اتفاق مع العدو الصهيوني، وسيكون مصير هكذا اتفاق كمصير اتفاق السابع عشر من أيار الذي سقط بفضل رفض غالبية اللبنانيين له، واعتصام تجمع العلماء المسلمين بمسجد الإمام الرضا عليه السلام في بئر العبد، وارتقاء الشهيد محمد نجدي.
على المقلب الآخر استطاعت القوى المعادية للمقاومة والسائرة في نهج الاستسلام للعدو الصهيوني، أن تمنع المجلس النيابي من عقد جلسة تشريعية كانت ستقر قوانين لصالح اللبنانيين، تحت حجة أنهم يريدون جلسة لتعديل قانون الانتخاب كي يتسنى للمغتربين الاقتراع لكامل الـ 128 نائباً، وهذا لا يُعطي فرصة للقوى الوطنية والمقاومة من التعبير عن رأيها بصراحة في دول أكثريتها ضد المقاومة ونهجها. ولا تستطيع المقاومة وأنصارها القيام بحملات انتخابية لصالحها، فضلاً عن إمكانية تزوير الانتخابات لصالح أعداء المقاومة.
وهنا لماذا لا يأتي المغتربون إلى لبنان ويصوتون للـ 128 نائباً؟ وما هي ضرورة انتخاب المغتربين في بلاد الاغتراب؟ فإذا كانوا يريدون إداء واجبهم الانتخابي فليأتوا إلى بلدهم ويمارسوا ذلك حضورياً، لهذا فإننا ندعو إلى إلغاء انتخاب المغتربين خارج لبنان كما هي غالبية الانتخابات في بلدان العالم.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماع الهيئة الإدارية ومناقشة الأوضاع على الساحتين المحلية والاقليمية نعلن ما يلي:
أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على استهداف مواطنين أبرياء في بلدة البياض الجنوبية، ما أدى إلى ارتقاء الشهيدين الشقيقين حسن وحسين إبراهيم سليمان امام مرأى والدتهما، ويدعو التجمع الدولة اللبنانية لاتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع تكرار هذه الأعمال الاجرامية.
ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام القوات اللبنانية مع حلفائها بتعطيل الجلسة التشريعية لمجلس النواب، ما أدى إلى تعطيل درس مشاريع واقتراحات القوانين التي كانت مدرجة على جدول الأعمال وغالبيتها تعني المواطنين ومنها إعادة اعمار البنى التحتية في الجنوب وحقوق المتقاعدين.
ثالثاً: يرفض تجمع العلماء المسلمين أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع العدو الصهيوني، ويعتبر أن على العدو القيام بواجبه بحسب القرار 1701 من خلال الانسحاب من المناطق التي ما زال يحتلها في الجنوب، وإعادة الأسرى وإيقاف الاعتداءات الجوية والبرية والبحرية وبدء إعادة الاعمار، ثم بعد ذلك يمكن التفاوض على أمور أخرى لها علاقة في تثبيت الهدنة بين لبنان والكيان الصهيوني.
رابعاً: يتقدم تجمع العلماء المسلمين بأسمى آيات التبريك والعزاء لكتائب عز الدين القسام على استشهاد المقاومين البطلين عبد الله جلامنة وقيس البيطاوي اللذين استشهدا مع أحمد نشرتي، بعد خوضهم مواجهات بطولية واشتباكات عنيفة مع جيش الاحتلال الصهيوني غرب جنين.
خامساً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين الاختراقات المتكررة لجيش العدو الصهيوني لحرمة الأراضي السورية، والتي كان آخرها إقدام قوات العدو الصهيوني على نصب حاجز على طريق دمشق – القنيطرة عند مفرق كوم محيرس، وتفتيشه للمارة، ما يعد انتهاكاً صارخاً لسيادة الدولة السورية. ويدعو التجمع الشعب السوري البطل لخوض مقاومة شعبية ضد الاحتلال الصهيوني وإجباره على الانسحاب من الأراضي التي يحتلها.
بيان الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين بعد عقد اجتماعها الدوري
