عقد المجلس المركزي في تجمع العلماء المسلمين اجتماعه الدوري وتباحث في الأمور المستجدة على الساحة اللبنانية وما يحصل في غزة، وصدر عنه البيان التالي:
لليوم العاشر بعد المئتين يستمر العدوان الصهيوني على غزة وتستمر حرب الإبادة، وكل يوم هناك عشرات الشهداء والجرحى من النساء والأطفال والشيوخ، كل هذا لا يُشبع نَهَم نتنياهو لمزيد من الدماء، مع أنه لم ولن يستطيع أن يحقق أي هدف من أهدافه، وهو لو استطاع تحقيق هدف واحد مما أعلنه لكان خرج من هذه الحرب. لذلك فإننا نعيش في هذه الأيام أوقاتاً صعبة حيث يستمر الضغط من أجل فرض شروط صعبة على المقاومة لتقبل بها، غير أن المقاومة أعلنت أنها صامدة في وجه كل التهديدات وصامدة في وجه كل الضغوط، ولن تنصاع لإرادة الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني في القبول بشروطٍ مذلة، وكل ما يدفعها للتنازل عن بعض الأمور والرضا باتفاقية تحقق الحد الأدنى المطلوب إنما هو ما يعيشه شعب غزة من ألم الجوع والقتل والجرح والإبادة الجماعية.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماع مجلسنا المركزي ومناقشة الأمور المستجدة على الساحتين اللبنانية والفلسطينية، نعلن ما يلي:
أولاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للمقاومة الفلسطينية على الإنجازات التي تحققها يومياً وتوقع بواسطتها الخسائر الكبرى في صفوف العدو الصهيوني، وندعو القيادة السياسية في المقاومة للصمود في المفاوضات من أجل تحقيق الحد الأقصى من الشروط المطلوبة، لأنه لا يمكن أن نتنازل عن ما يشكل الحد الأدنى من المطالب التي تريدها المقاومة ويريدها الشعب الفلسطيني.
ثانياً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لشعب المقاومة في البحرين على الدخول في معركة طوفان الأقصى من خلال “سرايا الأشتر” التي قامت باستهداف إيلات بالطيران المسّير نصرة لغزة. وما قيام حكومة البحرين بالإعلان عن أنها صنفت “سرايا الأشتر” بأنها تنظيم إرهابي ويعمل خارج البلاد، إنما هو من أجل أن تحدد موقفها وموقعها في خانة العملاء والخونة للقضية المركزية الإسلامية والعربية التي هي القضية الفلسطينية، ولكن ذلك لن يثني الشعب البحريني عن مواصلة جهاده لاقتلاع هذا النظام الجائر.
ثالثاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للمقاومة الإسلامية في العراق على قيامها بإطلاق “صواريخ الأرقب” والتي هي من نوع الكروز المطور والتي استهدفت بواسطتها هدفين حيويين في تل أبيب وهدفاً حيوياً في بئر السبع والبحر الميت، وهذا يؤكد على أن هذه المقاومة هي مقاومة فاعلة وتوقع الأذى في صفوف العدو الصهيوني، وتؤكد على وحدة محور المقاومة.
رابعاً: يوجه تجمع العلماء المسلمين التحية للحكومة التركية على قيامها بتعليق جميع العلاقات والتعاملات التجارية مع الكيان الصهيوني، ويعتبر أن هذا هو الحد الأدنى المطلوب، إذ أن المطلوب من حكومة تركيا أن تنصاع لإرادة الشعب التركي الذي يصر على قطع كامل العلاقات مع الكيان الصهيوني عقاباً له لما يقوم به من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، وتأكيداً على أن هذا الكيان لا يستحق الوجود لأنه كيان غاصب.
خامساً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين ما أعلن عن قيام بعض الموفدين البريطانيين بالطرح على الحكومة اللبنانية إقامة أبراج مراقبة في الجنوب اللبناني، ويعتبر أن هذا الأمر يستحيل تنفيذه لأن هذه الدولة المارقة هي سبب كل المصائب التي حصلت في أمتنا، وهي سبب وجود هذا الكيان الغاصب الذي يرتكب الجرائم بحق الإنسانية وبحق الشعب الفلسطيني وبحق كل شعوب العالم، ولأنها تريد من خلاله مراقبة المقاومة لصالح العدو الصهيوني، لذلك نستنكر هذا الأمر ونعتبره أنه اعتداء على السيادة اللبنانية ونرفضه رفضاً مطلقاً وندعو الحكومة اللبنانية لرفضه.