تعليقا على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة وخاصة الحرب في غزة والتصعيد في الجنوب اللبناني، أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
ونحن في الشهر التاسع للحرب على غزة يأتي إلينا قادة العدو الصهيوني بتهديدات بأنهم سيقومون بغزو بري للبنان، ويساعدهم في ذلك مجموعة من السياسيين في العالم المستكبر، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ورد على قناة CNN أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أبلغ أحد نظرائه العرب بأن إسرائيل تنوي الهجوم على لبنان. هذه التحذيرات لن تجدي مع المقاومة نفعاً، وهي موجودة أصلا منذ بداية الحرب، والمقاومة تجهز نفسها أنه في حال فكر العدو الصهيوني في القيام بأي مغامرة برية مع لبنان أن الرد سيكون قاسياً، ومن نوع أخر لم يعرفه العدو الصهيوني من قبل، وهذا يشمل حتماً إمكانية تقدم قوات الرضوان إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونقل المعركة إلى مناطق تواجد العدو الصهيوني، وهذا سيؤدي حتماً إلى انهيار أكثر من خط دفاعي للعدو الصهيوني، فمن عليه أن يفكر مليون مرة قبل الخوض في هكذا مغامرة هو العدو الصهيوني، أما المقاومة فإنها على جاهزية تامة للتعامل مع أي وضع يمكن أن يفرضه العدو بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وكل المستكبرين في العالم، وهي على نفس القاعدة التي رسمتها منذ البداية، ولا حاجة لإيفاد أي موفد إلى المنطقة لا هوكشتاين ولا بلينكن ولا أي أحد من المسؤولين الأمريكيين الذين ينقلون تهديدات عادة ما تكون لصالح الكيان الصهيوني. الحل واضح جداً أوقفوا الحرب على غزة ولينسحب العدو الصهيوني من غزة، ويحصل وقف إطلاق نار دائم وكامل وشامل وساعتئذ تنتهي الحرب على الساحة اللبنانية، هذا هو المتاح أمام العدو الصهيوني ولا خيار أخر.
انطلاقاً مما تقدم يهم تجمع العلماء المسلمين أن يعلن ما يلي:
أولاً: يعلن تجمع العلماء المسلمين تأييده لأي خيار تتخذه المقاومة في حال إقدام العدو الصهيوني على مغامرة مجنونة في اجتيازه لخط الحدود البرية مع فلسطين المحتلة، وأن الشعب اللبناني سيكون بكامله إلى جانب المقاومة التي ستحقق انتصاراً حاسماً ومذهلاً على العدو الصهيوني، وستنتقل المعارك قطعاً إلى داخل فلسطين المحتلة، ولن يستطيع العدو الصهيوني تقدم خطوة واحدة داخل الأراضي اللبنانية.
ثانياً: يعلن تجمع العلماء المسلمين أن أي دولة تمد يد العون للعدو الصهيوني هي في نفس الوقت عدو للشعب اللبناني وعدو للمقاومة اللبنانية وعدو لمحور المقاومة في العالم، لذلك فإن أي خيار تتخذه أي دولة سينعكس عليها سلباً، وحسناً فعل رئيس دولة قبرص بأن أعلن أنه لن يكون جزءاً من أي معركة تحصل على لبنان، وبذلك يكون التهديد الذي أطلقه سماحة حجة الإسلام والمسلمين أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله إلى قبرص قد أتى مفاعيله وأدى دوره.
ثالثاً: إن العملية التي قامت بها المقاومة الإسلامية من خلال المسيرة التي نقلت إلينا كل المشاهد الحيوية للداخل الفلسطيني وخاصة منطقة حيفا، وحيث توجد أماكن عسكرية حساسة، يؤكد أن المقاومة جاهزة وهي تمتلك كما قالت هآرتس بفضل التكنولوجيا المتاحة والأسلحة الدقيقة، تمتلك جيشاً ذكياً يتمتع بقدرات دقيقة على جمع المعلومات الاستخبارية التي تهدد الجيش الإسرائيلي والبنى التحتية الحيوية في الكيان الصهيوني. ولذلك فإننا نعتبر أن الخيار الذي تتخذه المقاومة من خلال إعداد العدة للمعركة المقبلة هو خيار وطني واجب عليها، وهي تحظى بذلك بتأييد كل الشرفاء ليس في لبنان فحسب بل في العالم أجمع.
رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للشعب الفلسطيني بشكل عام ولأهالي غزة بشكل خاص على صمودهم الأسطوري في مواجهة آلة الدمار والقتل الصهيونية، ويعتبر أن صمودهم إلى هذه المرحلة واستعدادهم للصمود إلى مرحلة تتجاوز عدة أشهر مقبلة هو دليل على أن المقاومة لن تهزم، وأن الحل الوحيد أمام نتنياهو هو الانسحاب والموافقة على ما تطرحه حركة حماس في عملية إيقاف الحرب في غزة وإطلاق الأسرى من الجانبين.
خامساً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لأبطال الشعب اليمني والجيش اليمني البطل باستهدافه لحاملة الطائرات أيزنهاور الأمريكية للمرة الثالثة وهذا الاستهداف الذي وصل إلى حد أن يصل المقاومون إلى اعتلاء السفن وتدميرها من خلال تفخيخها، هو دليل على أن القوات البحرية اليمنية تملك الساحة وتستطيع التصرف فيها كما تشاء، وهي جزء من المعركة التي تحصل اليوم في طوفان الأقصى، والحل يكون بإنهاء الحرب على غزة وتعود الأمور إلى ما كانت عليه سابقاً.
بيان تجمع العلماء المسلمين تعليقا على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة وخاصة الحرب في غزة والتصعيد في الجنوب اللبناني