عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري وناقشت الأمور المستجدة على الساحتين المحلية والإقليمية، خاصة الوضع في غزة وجنوب لبنان، وصدر عنها البيان التالي:
دخل العدوان الصهيوني على غزة يومه الثامن والستين بعد المئتين، وكل ما يفعله العدو الصهيوني هو استمرار استهداف النازحين وقتل الفلسطينيين بغض النظر عن أعمارهم بين طفل وشيخ وامرأة ومسن، وإدخال البلد بأكمله في مجاعة، بحيث أن الجوع بدأ ينهش بأطفال غزة، وبدأنا نسمع عن استشهاد أطفال نتيجة سوء التغذية ونتيجة الجوع والمجاعة التي تعم في هذا القطاع، كل هذا والعالم يتفرج على هذه الأزمة الإنسانية من دون أي تدخل، وبالتالي لم يعد أمام الغزاويين وأمام كل الشرفاء في العالم سوى أن تكون الوقفة وقفة عز باعتماد المقاومة كسبيل وحيد لإنهاء الاحتلال الذي هو نفسه يعاني من أزمات كثيرة ناتجة عن عدم إمكانه تحقيق أي هدف من أهدافه المعلنة، بل بات يتوسل نجاحاً ولو بسيطاً يخرجه من المأزق، وهذا ما لم يستطع الحصول عليه .
إن تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماع هيئته الإدارية ومناقشة الأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية، صدر عنه البيان التالي:
أولاً: لقد شاهدنا بالأمس مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، وقد أفرج عنه من قبل قوات العدو الصهيوني بعد أشهر طويلة من التعذيب ليفضح الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الأسرى وتعريضهم للتعذيب الشديد بشكل يومي، مما أدى إلى استشهاد بعض المعتقلين، وهذا يدل على خرق العدو الصهيوني لكل القواعد التي وضعها النظام العالمي في موضوع الحرب واتفاقيات جنيف الدولية، وبالتالي لا يوجد من يحاسب هذا العدو الصهيوني، والحل الوحيد معه دائماً هو المقاومة كسبيل وحيد لتحرير الأسرى وإنقاذ البلاد، بل وزوال هذا العبء الكامن على صدر الأمة، وهو العدو الصهيوني.
ثانياً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لأبطال المقاومة الإسلامية في كل غزة وخاصة في مدينة رفح، حيث استطاع مجاهدو القسام استدراج قوة صهيونية لمنزل مفخخ شرق مدينة رفح، وفور دخول الجنود للمنزل تم تفجيره وإيقاع أفراد القوة بين قتيل وجريح، وهذا يؤكد على أن المقاومة جاهزة وحاضرة وهي مستعدة للصمود أكثر والمواجهة أكثر حتى تحقيق الإنجاز النهائي بإخراج العدو الصهيوني، ليس من غزة فحسب بل من كامل فلسطين بإذن الله تعالى.
ثالثاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لكتائب شهداء الأقصى الذين يواجهون العدو الصهيوني بقوة كبيرة في كامل الضفة الغربية، وبالأخص ما حصل بالأمس من مواجهات بين قوات الاحتلال وكتائب شهداء الأقصى في مخيم نور شمس، واستطاعت أن تخرج العدو من دون تحقيق أي هدف من أهدافه من التوغل في داخل المخيم، وهذا يدل أيضاً على حضور الضفة الغربية في المواجهة واستعدادها لأن توقع بالعدو الصهيوني المزيد من الخسائر.
رابعاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن الجبهة الداخلية للعدو الصهيوني باتت تتفكك والأمور قد تتجه لديهم إلى حرب أهلية، وذلك بسبب أن تعنت المجرم نتنياهو في الاستمرار بالحرب من دون أهداف ومن دون نتائج، جعل الشعب هناك يرفض أن يذهب إلى القتل العبثي من دون أي هدف حقيقي، ولذلك تقدم حوالي تسعمائة ضابط برتبتي نقيب ومقدم بطلب دراسة فك العقد مع الجيش الصهيوني، إضافة إلى أن عشرات الآلاف من الحريديم يتظاهرون رفضاً للتجنيد، مما يعني أن الوضع في داخل الجبهة الداخلية سيتأزم أكثر وأكثر، وهذا من نتائج الصمود الأسطوري لشعب فلسطين خاصة في غزة والضفة الغربية، وما أوقعته الجبهة في جنوب لبنان من خسائر في صفوف العدو الصهيوني.
خامساً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للمقاومة الإسلامية في لبنان على عملياتها المستمرة يومياً وبشكل مكثف ومتصاعد، بحيث استطاعوا لأول مرة استهداف ثكنة راوية وتدمير أجزاء منها ومن مشغل ثكنة بيت هلل، مما يعني أن هذه المقاومة جاهزة للتصعيد مقابل أي تصعيد يمكن أن يقوم به العدو الصهيوني، ولا حل لجبهة لبنان إلا بإيقاف الحرب على غزة، وهذا وعد من قائد المقاومة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ونحن نعرف أنه الوعد الصادق الذي لا يغير ما التزم به حتى تحقيق المراد.
بيان الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين بعد عقد اجتماعها الدوري