بيان الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين بعد عقد اجتماعها الدوري

عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري، وناقشت الأوضاع المستجدة على الساحتين المحلية والإقليمية، وصدر عنها البيان التالي:
يبدو أن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يغرد وحده خارج سرب الدولة، ولا يترك فرصة إلا ويستغلها للنيل من المقاومة وسلاحها ومن كل ما يرتبط بالوحدة الوطنية، مصراً على اتخاذ مواقف لا ترضى عنها غالبية اللبنانيين، فتارة يتحدث عن أن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة أصبحت من الماضي تحت عنوان أن لا سلاح في لبنان إلا سلاح الشرعية اللبنانية، وأخرى يحاول تخريب علاقات لبنان مع أصدقائه المخلصين من قَدَّم في سبيل تحرير أرضه الغالي والنفيس من دماء أبنائه، وقدم الدعم المادي رغم الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها نتيجة للحصار الأمريكي على شعبه، عنينا به الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ووصل به الأمر إلى حد أن يقول ان عصر تصدير الثورة الإيرانية قد انتهى، هذا الكلام الذي يأتي خارج المنطق السليم، ويتبنى التهمة الباطلة التي وجهتها الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لإيران، بأنها تسعى لتصدير ثورتها، في حين أن إيران لم تكن يوماً بحاجة إلى تصدير ثورتها، كون ما حصل لديها هو ثورة شعب على الظلم والطغيان، وانتهاج الإسلام بديلاً عن سياسات الارتماء بحضن الإمبريالية العالمية. ونقول لنواف سلام نعم نحن آمنا بالثورة الإسلامية في إيران واعتبرناها أنموذجاً للتحرر من الهيمنة الأمريكية وطالبناها بدعم مقاومتنا، وقدمت لنا كل الدعم اللازم الذي سبب انتصارنا على العدو الصهيوني وتحرير أرضنا من رجس احتلاله، وهي لم تبخل حتى بخيرة أبنائها من قادة عسكريين قدموا لنا الخبرات لتأمين انتصار مقاومتنا، وما زال ثلاثة من دبلوماسييها مسجونين في أقبية التعذيب ولا ذنب لهم سوى أنهم جاؤوا لمساندتنا أبان الغزو الصهيوني للبنان في العام 1982، ثم بعد ذلك وبدلاً من أن يتوجه رئيس حكومة لبنان بالشكر لهذه الدولة العظيمة يتبنى الموقف الامبريالي العالمي بأنها تسعى لتصدير ثورتها الإيرانية في حين أنها ليست ثورة إيرانية بالاعتبار القومي الذي يريد من خلاله استفزاز مشاعر العرب، بل هي ثورة إسلامية قام بها الإيرانيون من اجل إعلاء كلمة الله كي تكون انموذجاً لكل الشعوب الإسلامية بل شعوب العالم الحر للتخلص من نير الاستغلال والعبودية.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماع هيئتنا الإدارية ودراسة الاوضاع على الساحتين المحلية والاقليمية نعلن ما يلي:
أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين الكلام الصادر عن رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، والذي يتهم فيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالعمل على تصدير ثورتها الى لبنان، وفي هذا محاولة لتأزيم العلاقة مع دولة شقيقة ما بخلت يوماً عن مد يد العون الى الشعب اللبناني وساهمت في نجاح مقاومته، وفي تحقيق النصر على العدو الصهيوني وطرده من أرضنا، وندعوه للعدول عن هذا النهج الذي يخلق الأزمات داخلياً وخارجياً.
ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على الإغارة بمسيراته في أكثر من منطقة من مناطق الجنوب في ياطر حيث ارتفع شهيد، وفي بليدا حيث أنجى الله مواطنينا من رصاص الاحتلال الذي انهمر عليهم، وفي طريق العباسية – صور حيث أنجى الله المواطنين من صاروخ لم ينفجر، ويدعو التجمع الدولة اللبنانية لاتخاذ الإجراءات الحاسمة التي تمنع من استمرار هذه الاعتداءات.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين التجاوزات التي تقوم بها قوات اليونيفيل بالدخول إلى قرى في الجنوب اللبناني دونما أي تنسيق مع الجيش اللبناني، ما يضطر المواطنين إلى مواجهتها مع ما في ذلك من أخطار على المواطنين وأمنهم وسلامتهم التي يجب أن تكون في صلب اهتمامات هذه القوات، ومن ذلك ما قامت به قوات اليونيفيل بالدخول إلى منطقة الليلكي في الضاحية الجنوبية، في أمر مستغرب كونه خارج منطقة صلاحياتها.
رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار حرب الإبادة على غزة في مجازر تتكرر يومياً دونما أي تحرك من الدول العربية، والأمر الذي أدى إلى ارتفاع ثلاث وعشرين شهيداً فجر اليوم. هذا مع استمرار حرب التجويع والحصار المطبق على غزة، وسط صمود أسطوري من شعب غزة ومقاومتها التي تستمر في عملياتها المظفرة والناجحة لتثبت للعالم أنه لا مجال لإنهاء المقاومة في غزة، وأن الحل الوحيد هو الذهاب إلى مفاوضات، لإنهاء هذه الحرب وتبادل الأسرى والبدء بعملية إعادة البناء والإعمار لما هدمته الحرب.

بيان الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين بعد عقد اجتماعها الدوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *