تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
لقد أثبتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أنها دولة عظمى استطاعت أن تتغلب على أعتى منظومة استكبار عالمي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، وخرجت منها منتصرة بعد أن أفشلت العدوان الصهيو-أمريكي، ومنعته من تحقيق أهدافه، وأوقعت في صفوف العدو خسائر كبيرة في الأرواح والمنشئات، بحيث رأينا مبانٍ ضخمة تسوى بالأرض ومدناً تُدمر، ولأول مرة في تاريخ الصراع مع الاحتلال الصهيوني، إن اضطرار الكيان الصهيوني للالتزام بوقف إطلاق النار ما كان ليتم لولا شعوره بأنه يتجه نحو الهزيمة الكبرى وزوال الكيان الصهيوني، وتدخل الولايات المتحدة الأمريكية لصالحه بعد عملية “قاعدة العديد” في قطر كان بمثابة رسالة أن الولايات المتحدة الأمريكية غير مستعدة للقتال من أجل الصهاينة، وترامب الذي أعلن في خطابات ترشحه للرئاسة الأمريكية أنه سيتجه لإنهاء الحرب في المنطقة، اعتبر أن تدخله الأخير إنما هو من أجل إنقاذ الكيان الصهيوني من ورطته، وقد أبلغه بالأمس أنه لن يذهب مرة أخرى إلى حربٍ جديدة معه، وطالب نتنياهو بإنهاء حروبه في غزة وانسحابه من لبنان لأن الكيان الصهيوني يعيش الآن أزمة حقيقية، فهو لا يريد إنهاء الحرب في غزة ولا تطبيق القرار 1701 في لبنان، وهو لم يحقق أي من أهدافه في البلدين، فلا هو استطاع إخراج الأسرى من خلال العمليات العسكرية، بل كل من حرره إنما كان بالمفاوضات مع حماس، وهو لن يستطيع القضاء على حركة حماس التي أوقعت قواته في كمين محكم أدى باعترافه هو إلى مقتل سبعة جنود حرقاً واصابة آخرين بجراح بعضها حرجة في خان يونس جنوبي القطاع.
ولذلك فإعلان نهاية الحرب هناك ووضعه هكذا هو هزيمة كبرى، وإذا ما أعلن التزامه بالقرار 1701 في لبنان وانسحابه من النقاط الخمس وذهب لمفاوضات لحل النقاط المتنازع عليها من لبنان بعد ان لم يستطع تحقيق هدفه المعلن بالقضاء على المقاومة، فإن ذلك سيشكل هزيمة اخرى إذا ما اضيفت الى هزيمته النكراء في الحرب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي قال انه لن ينهيها إلا بالقضاء على البرنامج النووي الإيراني وإنهاء تهديد الصواريخ الباليستية، فإذا به ينهيها وكان آخر ما تلقاه صواريخ باليستية ثقيلة في بئر السبع أوقعت قتلى وجرحى ودماراً هائلاً، كل ذلك سيؤدي حتماً الى فشله وسيكون مقدمة لزوال الكيان الصهيوني بإذن الله تعالى.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد دراسة وافية للأوضاع في الساحتين المحلية والاقليمية نعلن ما يلي:
أولاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لأبطال المقاومة في فلسطين على الكمين المحكم والناجح في خان يونس والذي أوقع سبعة قتلى من الجنود الصهاينة وإصابة آخرين بجراح بعضها حرجة، ويعتبر ان هذه العملية دليل على ان المقاومة باقية وهي بكامل جهوزيتها لإيقاع الخسائر الكبرى في صفوف العدو الصهيوني الذي لا ملجأ له سوى الاقرار بالهزيمة والموافقة على وقفٍ نهائي لإطلاق النار، والمشاركة بمفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس لإطلاق الاسرى من الجانبين.
ثانياً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين ان الأوضاع الإنسانية في غزة باتت تشكل خطراً على حياة جميع أهاليها الذين يعانون من مجاعة حقيقية يستغلها العدو الصهيوني لاصطياد المواطنين الجائعين الذين يذهبون لأماكن توزيع المساعدات للحصول عليها فيتلقون ضربات تنزل في صفوفهم عشرات الشهداء ومئات الجرحى في اكبر عملية إبادة يشهدها العالم، وما من جهة تقف لمساعدة هؤلاء المستضعفين ورفع الظلم عنهم، سوى ما صدر خجولاً عن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الذي قال ان الوضع في غزة اشبه بفاجعة وندد بتسييس المساعدات الإنسانية.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار العدو الصهيوني بالتعرض لحياة المواطنين في الجنوب اللبناني من خلال إلقاء القنابل عليهم من محلقات، كما حصل في محيط عدد من مزارعي التبغ في بلدة عيتا الشعب، وإلقاء قنبلة من محلقة للعدو الصهيوني على بلدة المنصوري ادت لإصابة مواطن بجروح، ويطالب التجمع الدولة بمزيد من التحرك الدبلوماسي الدولي ومع الامم المتحدة لإيقاف هذه الاعتداءات.
رابعاً: يعلن تجمع العلماء المسلمين تأييده لقرار منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بتعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى حين ضمان أمن المنشآت النووية، خاصة بعد ان انحازت هذه المنظمة بشكلٍ كامل وفاضح لصالح الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية، ويتمنى التجمع الاسراع في إعادة استنهاض البرنامج النووي الإيراني وبشكل أسرع للعودة الى ما كان عليه والتقدم نحو الافضل فهذا حق طبيعي لإيران تكفله القوانين الدولية وشرعة حقوق الانسان.
بيان تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة