بيان تجمع العلماء المسلمين تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة

تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، صدر عن تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
مر عام على مجزرة البيجر التي أدت لإرتقاء عشرات الشهداء ومئات الجرحى الذين فقدوا عيونهم وأيديهم، ومازال العدو الصهيوني يصعد في انتهاكاته لحقوق الإنسان في لبنان وفلسطين واليمن وإيران وقطر، بل كل بلد يريد الإغارة عليه من دون رادع ولا كابح لجماح إجرامه يقوموا بذلك. وهذا ما أدى الى ارتكابه المزيد من المجازر، إضافة للإبادة الجماعية في غزة.
كنا ننتظر من الدولة اللبنانية مواجهة قضية البيجر بتشكيل لجان متابعة ورفع دعاوى على الشركة المنتجة للبيجر في الدولة التي انطلقت منها، ورفع شكوى لمجلس الأمن على الكيان الصهيوني الذي اعترف بل تفاخر بهذه المجزرة الفظيعة التي ارتكبها، بل لم تقم بأدنى الواجب عليها وهو تكليف جهة رعاية لهؤلاء الجرحى لمتابعة أحوالهم ولعوائل الشهداء، وتقديم العون لهم ومتابعة حياتهم، واعتبارهم مع الشهداء شهداء وجرحى الوطن، كما هم جرحى وشهداء الجيش اللبناني. لكن هذه الدولة المتخلية عن واجباتها بادرت وبسرعة قياسية بعد وقف إطلاق النار للتصويب على المقاومة وسلاحها والسعي لسحبه، وترك لبنان أعزلاً بوجه الاعتداءات الصهيونية إمتثالاً للإملاءات الامريكية والسعودية، وإذا طالبتهم بتأجيل البحث بهذا الموضوع حتى يلتزم الكيان الصهيوني بجانبه من الاتفاق بوقف إطلاق النار والانسحاب من المناطق التي يحتلها وإيقاف قصفه للأهداف المدنية داخل الأراضي اللبنانية وإعادة الاسرى، يقولون ان الضمانة الدولية كافية. وهنا نسأل كيف دافعت المظلة الدولية عن قطر، هل منعت الاعتداء عليها وهي حليف مميز للولايات المتحدة الامريكية وتقيم علاقات مع الكيان الصهيوني؟ أو هل تحركت قاعدة العديد لإجبار الطائرات المغيرة على الانسحاب من الأجواء القطرية؟ إن القوة الوحيدة التي يمكن للبنان الاعتماد عليها والتي تساهم في الدفاع عنه ورد العدوان هو الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة، التي أعطت فرصة للدولة اللبنانية لإثبات قدرتها على إدارة الأزمة وصولاً الى وقف العدوان الصهيوني والانسحاب من الأراضي التي احتلها وإعادة الاسرى، إلا أن ذلك لم يحصل ابداً، اننا نطالب الدولة اللبنانية بالقيام بواجباتها في ايصال المواطنين الى حقوقهم الكاملة والدفاع عنهم، وعدم تقديم الانصياع الى الاملاءات الامريكية والسعودية على المصلحة اللبنانية في بناء القوة الذاتية.
إننا في تجمع العلماء المسلمين، وبعد دراسة وافية للأوضاع المستجدة على الساحتين المحلية والإقليمية، نعلن ما يلي:
أولاً: في الذكرى السنوية الأولى لمجزرة البيجر يتوجه تجمع العلماء المسلمين لعوائل الشهداء بأسمى آيات الفخر والاعتزاز وللجرحى بالشفاء العاجل، ويدعو الدولة اللبنانية للقيام بواجباتها في ايصال حقوقهم اليهم والتعامل معهم كشهداء وجرحى الجيش اللبناني.
ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار العدوان الصهيوني بانتهاكاته لوقف اطلاق النار والقرار 1701 وتهديده لسكان القرى الأمامية بضرورة إخلائهم لمنازلهم مقدمة لقصفها، سائلاً أين هي الدولة اللبنانية؟ وما هو موقفها من الدفاع عن هؤلاء المواطنين الصامدين؟ خاصة ان العدو الصهيوني أقدم فجر اليوم على نسف منزل غير مأهول في محيط منطقة الرندة على أطراف عيتا الشعب.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين تصعيد العدو الصهيوني لعمليات الإبادة الجماعية في غزة، وقيامه باجتياحها من خلال وتيرة متصاعدة لغارات العدو الصهيوني بالتوازي مع تقدم الدبابات، حيث أعلن عن أكثر من 106 شهداء خلال الـ 24 ساعة الماضية، ويعتبر التجمع ان ما صدر عن القمة العربية الإسلامية لا يرقى لمستوى الرد المطلوب، إذ لم يتضمن موقفاً عملياً لإيقاف العدوان، بل اكتفى بعبارات الشجب والإدانة.
رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار العدو الصهيوني بقصفه لمناطق داخل اليمن، وكان أخرها العدوان الجوي الذي استهدف بسلسلة غارات ميناء الحديدة غرب اليمن، ويدعو التجمع القوات المسلحة اليمنية لتصعيد هجماتها على الكيان الصهيوني حتى يرتدع عن اعتداءاته على اليمن ويوقف حربه على غزة.

بيان تجمع العلماء المسلمين تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان والمنطقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *